الخميس، 3 سبتمبر 2009

متطرفون من خلفية إخوانية

" تفجيراتنا استجابة لتوجيهات الهيئة الشرعية في تلقين حركة الكفر والردة حركة حماس وجهاز الأمن الداخلي التابع لها درسا نؤكد من خلاله أن مصائر مجاهدينا لا تتحكم فيها حركات كافرة ". كما أننا ندعو "كافة اخوة الجهاد و المقاومة المخلصين الى الاتحاد و التخطيط لتنفيذ عمليات مشتركة مؤثرة وموجعة ضد الكفرة المرتدين في حماس حتى نضع حدا لحكم المفسدين".
لماذا تواجه حماس الحركات المتطرفة في هذه التوقيت؟
أثرت الأفكار السلفية الإسلامية، في نشئة الإخوان المسلمين، أَثَر ذلك في كل الحركات التي تفرعت منها بعد ذلك. فمع أزمة الإخوان مع نظام جمال عبد الناصر، انتهجت مجموعة ليست بالقليلة الفكر المتطرف في عملهم في مجتمعاتهم، ورؤيتهم للفكرة الإسلامية وآليات تطبيقها في المجتمعات.
حتي مع تنديد الإخوان بالعنف وإيمانهم المظهري أنهم لا ينوون استخدامه كوسيلة في تغيير المجتمعات، إلا أنهم نفسهم يمارسون عنفاً في إطار عملهم وتحركاتهم.
فحركة مثل حماس، التي تربي أعضائها علي أفكار متطرفة في ظل الإحتلال الصهيوني، أصبحت تمتلك جيشاً من الاستشهاديين الذين لا يفقهون السياسة وتغيراتها.
فحملت الحركة في جعبتها قنبلة موقوتة تنتظر اختناقا، أو بعضاً من الليبرالية المظهرية في مجتمع بدوي كأهل غزة ليطلب الاستشهاديين الزحف للقاء العدو، ومن ثم الاستقرار في جنات الله.
التربية الفكرية والدعوية الرجعية، التي لا تتيح خيارات مستقبلية أخري غير أسلمة المجتمع، والانتصار علي الشرك وإقامة التوحيد، هي سبب منطقي لفهم دوافع متطرفي غزة هذه الأيام.
فهم يرون توقف حماس عن القيام بعمليات عسكرية ضد الإحتلال الإسرائيلي، خيانة لله وللمسلمين، ومدخلاً مريحاً لتكفير حكومة حماس الُمقالة من الدكتاتور المخنث محمود عباس.
كما أن منطق احترام القانون والإيمان به، والاحتكام إليه، غير قائم في فكر هؤلاء، فما فوق القانون كونهم خلفاء الحكومة الإسلامية الوصية علي شعب غزة. أيحَاكمُ الحارسُ وصِيهُ؟!
كما أن الهدنة والتوافقات المؤقتة في إعلان الحرب والتوقف، لا يضعون لها أي اعتبارية، لنقص في خلايا الذكاء في أدمغتهم، ينتج عنها اجتزاء نصوص لتدعيم حججهم اللا منطقية.
أخطأت حماس، وأخطأ من قبلها الإخوان، لكن التاريخ لا يظلم أحداً، إنه يحاسبك قبل أن تفلت من زمامه منه، وهو يعطي لحماس الآن إشارة تنبيه لمراجعة الأفكار المبدئية في السياسة والدعوة والتربية في تنظيمها المتسلفن، للخروج من نفق الأزمات المستقبلية، قبل أن نري متطرفين جدد، يتذرعون بالنصوص والتاريخ، ولا يعطون للعقل والمنطق والسياسة فرصة.
لا ننس أن استمرار الحصار الدولي علي قطاع غزة وسكانه، يدفع أي مواطنٍ للخروج عن طوره الطبيعي، فهو حصار ينتهك أي عرف إنساني أو حتي حيواني، كما أن استمرار المجنون حسني مبارك في تخليه عن أي سياسة عقلية في تعامله مع الأزمة الفلسطينية، سوف يكون دافعاً لنري مزيداً من مشاهد الجنون والخروج عن القطيع.

ليست هناك تعليقات: