الأربعاء، 2 سبتمبر 2009

طارق رمضان مرةً أخري


أخطأ طارق رمضان حينما نسي، أن إبداء رفض القمع واستخدام الذرائع الدينية للاستبداد جزء من "الحياة والإسلام"، وهو اسم البرنامج الذي يقدمه علي قناة برس، الممولة من الحكومة الإيرانية. فالأكاديمي السويسري حفيد حسن البنا مؤسس الإخوان المسلمين، تعرض للفصل من جامعة إيراسموس ومدينة روتردام الهولنديتين. بدعوي أنه متعاون مع قناة لها صلات بنظام إيران القمعي.
كيف أخطأ طارق رمضان؟
يُدرس رمضان في جامعة إيراسموس الهولندية، محاضرات عن الهوية وروح المواطنة، كما أنه مستشار في مجال الإندماج لمدينة روتردام.
يتعارض ذلك مع علاقته بالقناة التي يمولها النظام الإيراني، فهو قد تجاهل القمع الذي ناله إصلاحيو إيران في مواجهتهم للسلطة الدينية في برنامجه عن الإسلام والحياة.
كما أن علاقته بالنظام القمعي، يتعارض كلياً مع أدواره التي برع فيها في سويسرا وفرنسا ونقاشاته عن إصلاح الفكر الإسلامي والاندماج.
يعتقد طارق أنه يُقدم في برنامجه أموراً عن فلسفة الإسلام وروحه. أليست مواجهة الظلم والقمع والإستبداد الديني جزءٌ من روح الإسلام؟
أفكاره عن الاندماج الإسلامي في الغرب، ستكون عثرة أخري، فهو لم ينطق بكلمة حول ضرورة الاندماج الإسلامي في إيران بين إصلاحييه ومحافظيه. لماذا هذا التخاذل يا طارق ؟
لا زال رمضان، غير قادرٍ علي صياغة فكره بطلاقة وحرية بعيدة عن ميراثه الإخواني، فهو يعتمد التوافقية، ليمرر بها بعض الأخطاء التي يجد نفسه مضطراً ليعلق عليها.
كما أنه غير قادرٍ للآن من الفُكاك من ولعه بالتجربة الإيرانية الثورية، فهو يراها بحسب حديثه في كتابه تساؤلات حول الإسلام مع آلان جريش، جديرة بالتأمل والنقد، لكنه لم يدخل إلي حيز النقد الفعلي لها، لارتباطه ببعض مكوناتها وعدم ثقته في أفكاره التي ستقلل من حضوره لدي كثير من متابعيه من المسلمين.
رد طارق كان غير قوي، علي منتقديه في هولندا، فهو قال في رسالة نُشرت علي موقعه:منذ 25 عاما، وموازاة مع إشاراتي إلى التقدم الذي أحرزته إيران في مجال حقوق النساء والإنفتاح الديمقراطي مقارنة مع البلدان العربية، انتقدت أيضا الإفتقار إلى حرية التعبير في إيران وفرض الحجاب، وانتقدت المؤتمر الذي عقدته الحكومة الإيرانية للتشكيك في المحرقة اليهودية (الهولوكوست)2006، الذي عزز خلطا خطيرا بين انتقاد السياسة الإسرائيلية ومعاداة السامية. ولقد أدَنت بطبيعة الحال ردع المتظاهرين وإطلاق النار عليهم على إثر الانتخابات.
القائمون هنا أيضاً علي بلدية روتردام وجامعة إيراسموس الهولندية، يعانون من عقدة الاستعلاء الغربية المتعفنة في الضمير الغربي، فهم يقفون للرجل علي أي خطأ.
لوجود تبرير منطقي أن طارق يتعاون مع قناة برس منذ سنتين، كما أن برنامجه لا يخص السياسة، لكن الزلة التي لا تُغتفر له، أنه نسي أن فلسفة الإسلام قائمة علي رفض الظلم، وهو ما لم يخبره لمشاهدين الموالين للنظام الإيراني .
ما حدث مع طارق لا يمكن فصله عن الحياة السياسية اليوم في هولندا، حيث يتصدر النائب اليميني المتطرف جيرت فيلدرز الواجهة بانتظام.

عودة الشيخ إلي صباه

أخيراً نطق.. يعود يوسف القرضاوي إلي أفكاره الجيدة في الفتيا، التي يخاف أن يفصح عنها، بسبب ما قاله من قبل، من رغبته في عدم إثارة القلاقل بين المسلمين، وحتي يكون اتفاق المسلمين أكثر من اختلافهم في شئون الفتوي.
حجج غير منطقية وطفولية. أعتقد أن الشيخ مُحاط بخيالات الخوف من السلفية ورغبته في التوافق معها، حتي لا تبدأ عصور الطائفية في المنطقتين العربية والإسلامية قبل أوانها.
الحديث عن "المرأة"، وجواز توليها مناصب الفتيا والقضاء ورئاسة الدولة، جاء متأخراً كثيراً من لسان الشيخ، فهو يتردد كثيراً فيما يري أنها أفكار إصلاحية، وهي ليست كذلك بالتأكيد، أو علي الأقل ليست كما يراها هو برونقها العادي.
لكن تربيته الإخوانية التقليدية، لا تؤهله للمغامرة والتحدي، ويُفضل أن يسير علي خطي المجتمع المليء بالخرافات والأفكار العنهجية التي تكرس من ذكورية الرجل، وتقمع المرأة بسبب وبغير سبب.
علي الشيخ أن يتذكر أن ما تبقي من عمره لم يعد كثيراً، وعليه فإننا ننتظر الكثير من الأفكار التي سيخرجها من جعبته قبل أن يرحل عن العالم، ليصلح خطأ تأخره عن قولها، وحتي يتمتع ببقية أيامه، حين يعود إلي فتاوي الصبا.

يا حراام.. المانكينات تُثير شهوتهم


مسلمو المغرب وجدوا طريقةً جديدة لإثارة الشهوة، غير النساء والرجال والمواقع الجنسية التي يحتل العرب والمسلمون المراكز الأولي في متابعتها، فهناك المانكينات التي تربك شهواتهم، وتثير غرائزهم، لتنتفض أعضائهم.. أخيراً.. "أعلنت المانكينات الصيام والاحتشام" نزولاً عند رغبة جماهير الأمة المغربية المسلمة.
يرتبط المسلمون دائما بالتمظهر الذي لا غني عنه في حياتهم، فهم يستريحون عند أسلمة مكونات الحياة من حولهم، يشعرون أنهم في مأمن كبير.
لم يسعوا بعد لدمج إسلامهم مع واقع اليوم، ليستمر إسلامهم دافعاً لهم للحياة الجيدة، لا الكئيبة التي يستغرق أكثرهم فيها، للحد من الأخطاء التي قد يقعون فيها، إن تعرضوا للحياة الطبيعية.

ألم يدعُ الإسلام لغيرها بعد ؟!

ترتكز الأفكار المنتشرة في الصحافة العربية والإسلامية، حول الدين الإسلامي إلي أفكار بائسة. لا زال الدعاة من المسلمين مهتمين بإقناع الناس بأن الإسلام يدعو إلي "الحوار والإقناع". لا أعرف ألم يَجِدَ جَديدٌ في أفكارهم؟
مع تطور الحضارات والأفكار التي يدور العالم في نطاقها، لا زالوا هم مهتمين برصد مباديء الدين، والإفصاح عن رسالةٍ لا تناسب الواقع.
المشكلة أنك تجد حتي في هذه النقاط خلافاً لا بُد منه، فيخرج لك داعية يؤكد علي الحوار والإقناع علي طريقة السلف، وآخرٌ علي طريقة الواقعيين، وثالث علي طريقةٍ ارتضاها له. حتي في المباديء يختلفون، سحقاً للتخلف.